عندما يتناول بعض المنتسبين للتيار الدستورى الحديث عن اسس الفكر الدستورى وكيف. تطور انطلاقا من 1920 الى تاريخ حله مرورا بالمحطات التاريخية الكبرى فانهم يتحدثون عن هذا التيار وكانه لاءكى هرول نحو التحديث دون مرجعية ثابتة اومقاربة عميقة اعتقد انه حان الوقت بعد ان بدات الامور تهدا نسبيا واصبح حوار الدستوريين مع غيرهم من التيارات الوطنية ممكنا ذلك ان الحركة الدستورية عندما بدايتها كان مرجعيتها اسلامية بالاساس وكانت الاية القرانية المكتوبة فوق بطاقات الانخراط تعكس هذا التوجه وان ينصركم الله فلا غالب لكموعلى هذا الاساس كان بورقيبة نفسه من المدافعين الكبار عن عناصر الهوية فتصدى لحركة التجنيس ومنع دفن المتجنسين بالمقابر الاسلامية وندد بانعقاد الموتمر الافخاريستى. بتونس سنة1931 وقاد وفدا شعبيا ذهب للباى للاحتجاج على دفن المتجنسين بالمقابر الاسلامية بالمنستير وقد برر ذلك فى خطبه لاحقا ان الحزب الدستورى دافع على عناصر الهوية عندما كانت مهددة لكن بعد الاستقلال كانت هنالك اتجاهات متباينة فهنالك شق نادى بتحديث المجتمع و اقامة دولة لاءكية خاصة وان هنالك جالية اجنبية كبرى مازالت تقيم بتونس ومن بين هذه الشخصيات نجد الاستاذ احمد المستيرى والدكتور محمود الماطرى و الشاذلى رحيم وصالح القلعاوي وجلول بن شريفة والبير بسيس وروجى باروخ وهنالك شق مقابل يضم الطاهر بن عمار والشيخ الشاذلى النيفر والاستاذ محمد بللونة والاستاذ الطيب الميلادى. وممثل الاتحاد العام التونسي للشغل بالساحل محمد بن رمضان والشيخ احمد دريرة من صفاقس وبالنسبة لبقية شخصيات الصف الاول فقد كان احمد بن صالح عروبيا شانه شان على البلهوان ومصطفى الفيلالى ومحمد المصمودى وجلولى فارس والامين الشابى والحبيب عاشور واحمد التليلى وبدرجة اقل الباهى الادغم والهادى خفشة اما الهادى نويرة والطيب المهيرى وعبدالله فرحات والصادق المقدم وعبد المجيد شاكر والمنجى سليم فلم يكن لهم موقف معين فقضية الهوية كانت لا تحضى باولوية عندهم ولكنهم يخيرون عدم الدخول فى اية مواجهة مع عامة الشعب حول هذه المواضيع الحساسة هذا التنوع يوكد ان الحزب الحر الدستورى كان يضم روافد متنوعة ولكن هذا الاختلاف اعطى زخما للحياة السياسية و طبع القرارات الكبرى فجاءت المواقف عقلانية ووسطية وقد اضطر الحزب الى تغيير الاية التى وضعت على بطاقة الانخراط وهى اية تنبذ الخلافات و تدعو للتالف فاصبحت الاية على النحو التالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا جوهر ذلك ان بورقيبة كان يدرك ان الحزب الدستورى كان اقرب للجبهة من الحزب لانه حزب تحريرى شانه شان جبهة التحرير الجزائرية فالروافد كانت موجودة ويقع التوفيق بينها وذلك محافظة على الوحدة الوطنية قوة بورقيبة انه تمكن من تلافى اى تصدع وجاءت صياغة الدستور وخاصة الفصل الاول منه توكد انه وقع اختيار الدين الاسلامى رسميا كدين للدولة ولكن مع اقرار النظام الجمهورى الذى هو مرادف للعلمانية لانه فى ذلك الوقت لم تظهر الجمهوريات الاسلامية فى الفكر السياسي وقد ابقى المجلس التاسيسي الثانى هذ الفصل على حالته لانه يختزل طبيعة البلاد التونسية كجسر عبور بين الشرق والغرب عملية التحديث التى بداها النظام انطلقت بمجلة الاحوال الشخصية واقرار التبنى و استنباط حلول فقهية تحسن من وضعية البنت فى الميراث و قد قبلها الشعب التونسي بصعوبة كبرى لكن مشكل اصلاح التعليم واعفاء وزير المعارف الامين الشابى واستبداله بمحمود المسعدى الذى كان له موقف متشدد من الزيتونيين فاعفى عدد كبير منهم من التدريس اذ اقتصر النظام على تكليفهم بتدريس العربية والتربية الدينية والمدنية خلق ذلك مشاعر غضب لدى غالبية الزيتونيين وقد انضاف لذلك موقف السلط الرسمية فى البداية من الصيام الذى كان ذريعة للتكاسل والتوقف عن العمل فاتهم النظام بانه همش الدين لكن سرعان ما تحرك الجناح المحافظ ووقع تجاوز هذا المشكل واصبحت كل شعائر الدين تطبق فى احترام كامل لقدسية الدين وقد تحاشى بورقيبة تحت تاثير الضغوطات الداخلية والاقليمية الرجوع لموضوع المساواة فى الميراثكانت الحركات الدعوية تنشط فى السبعينات فى كل القرى والمدن دون تضييقات وكانت هنالك جمعيات حفظ القران الكريم وقد تعاون المرخوم محمد الصباح والمرحوم محمود شرشور مع بعض الشخصيات الاسلامية الدعوية ومن بينهم الاستاذ حسن الغضبانى حتى يقع النفاذ لساحات الكليات للتصدى للحركات اليسارية التى ملات الساحة الجامعية فى اواخر الستينات والسبعينات ولكن الموقف تغير بعد انتصار الثورة فى ايران وظهور الاسلام السياسي سنة 1979 الذى خلق انبهارا لدى اعداد كبيرة من الشباب خشى منه النظام السياسي الحزب الدستورى عبر تاريخه كان يتفاعل ايجابيا مع الواقع ولما ايقن ان الوضع الاقتصادى والاجتماعى هو المحرار الحقيقى للعمل السياسي فانه تبنى النظام الاشتراكى الذى وفر للدولة بنية حديثة ولكن الاسراع بتطبيق الاشتراكية ومعارضة بعض اصحاب النفوذ وفى مقدمتهم الماجدة وسيلة وتدخلات بعض المصالح الغربية وفى مقدمتها فرنسا هى التى اجهضت التجربة الاشتراكيةيقول بعض كبار القياديين فى الحزب الاشتراكى الدستورى ان احمد بن صالح كان ينوى تغيير الاية التى تكتب على بطاقات الانخراط لتصبح كالاتىوجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس اردت ان اسرد بعض هذه الحقايق التاريخية لاقول ان الاختلاف داخل اى حزب هو امر مقبول وربما محبذ لكن فى الاخير هنالك الانضباط الحزبى الذى يقيد كل المنخرطين يضاف لذلك ان من يقول ان الحزب الدستورى كان حزبا حداثيا ولا يولى اهمية للدين والقومية هو شخص لم يعش الحياة الحزبية فليس هنالك من دافع على عناصر الهوية بهذه الربوع كما دافع عليها الدستوريون اللذين كانوا متشبثون بالثوابت الدينية ولكنهم يسعون داءما الى تطويع النص مع مقتضيات العصر. وهذه ميزة الحزب الدستورى الذى هو حزب يومن بعناصر الهوية ولكنه ينشد الحداثة ويسعى الى تحقيق الوسطية وذلك باقامة الدولة الاجتماعية وتوخى الاعتدال والتدرج فى كل القرارات المصيرية وبالرغم من انى فى بداية حياتى الدراسية كنت تحت تاثير بعض الاساتذة اللذين غرسوا فى جملة من الافكار القومية التى تفاعل معها جيلى تحت الهالة الكبيرة التى كان يتمتع بها جمال عبدالناصر فاننى سارعت بعد التحاقى بالجامعة وخاصة بعد هزيمة 1967 الى الانضمام عن قناعة كبرى للحزب الاشتراكى الدستورى وقد ساعدنا فى صفاقس على فهم المقاربة الحقيقية للحزب وانتماءه العربى الاسلامى كاتب عام لجنة التنسيق بصفاقس فى اواخر الستينات الاخ قاسم بوسنينة شفاه الله ووالى صفاقس انذاك المرحوم زكرياء بن مصطفى اللذين كانا من اكبر المتشبعين بعناصر الهوية ولكن مع الانفتاح الكامل و توخى الاجتهاد لاعطاء مفهوم حديث ومتسامح للاسلام يضمن له مزيدا من الانتشار والاشعاعلذلك فانى اعرب عن استغرابى مما يقدمه البعض فى المدة الاخيرة حول الفكر الدستورى وكانه فكر مناقض للدين فعلى العكس هو فكر متفتح براغماتي يرفض المواجهة ويقوم اساسا على مبدا التوافقاكيد ان هنالك من يرى غير ذلك لكنى انصحه بالرجوع لتاريخ الفكر الدستورى حتى لايتحدث عن اشياء لا يعرفها بالتفصيل39Habib M'barek, Fethi Houidi and 37 others29 Comments18 SharesLikeCommentShare
Tel : +216 72241002
Email : contact@carthagonews.com
Tous droits réservés pour Carhtago News 2016 © .