ديمقراطيتنا اليوم ديمقراطية طبول – جمع طبل ، لا مكان فيها لموسيقى السنفونيات اليوم في تونس، اذا اردت ان تنجح ، إرفع صوتك كالطبل ، لا يهمك إن كان ما تقول أجوف ، فالصوت يكون أضخم كلما كان الطبل أجوف سوف تترك عند الناس صياحك و ضجيجك و عنتريتك ، و إن أمكن لك ، ضف بعض الشتم و بعض الكذب …و الكثير منهم يفتحون أفواههم و ينبهرون نحن الآن في عصر الفوضى ، او في عصر الضوضاء إن أردت الشعبوية أصبحت اليوم في تونس الطريق للانتصار … كسب الانتخابات … بعد الانتصار ، و بعد الفوز بالمقاعد ، لا يبقى للناس الا الطبل ، قويا في صوته أجوف في بطنه في كل المجتمعات و عبر التاريخ ، عندما تدقّ الطبول تغيب السنفونيات … يتخمر الناس ، يتحمسون ، و ينزلون للحلبة … و بعد المعركة يرون ان الطبل أجوف ، غير قادر على تحسين أحوالهم و تحقيق طموحاتهم السياسة في المجتمعات الراقية سنفونيات … سنفونيات البناء المتوازن الهادئ الغرب ارتقى الى مرتبة السنفونيات … نحن ما زلنا في مرتبة دق الطبول أود أن لا أخطئ أن قلت أن بن خلدون قال » البربر تجمعهم بطبل و تفرقهم بعصا » … « الطبل » و « العصا » هما رمز الثقافة السياسية التي سادت عندنا … فمتى نخرج من ثقافة الطبل ، و لا نحتاج إلى العصا … تعود الكفاءات للحلبة السياسية … دون طبول و دون عصا ، تصنع سنفونية المستقبل و تخطط لنمو حقيقي و راقي لهذا الوطن العزيز لا تيأسوا …معا سوف نعود الدكتور الصادق شعبان