بعد سلسلة من النقاشات والحوارات التي اعتمدنا فيها بالأساس على تقنيات التواصل عن بعد نعلن نحن مجموعة من الشباب التونسي عن تاسيس المنظمة الوطنية لدعم المنتوج التونسي " تونس تنتج".قرارنا بتاسيس هذه المنظمة في هذا الظرف، ياتي لايماننا العميق بأن جائحة كورونا وبالرغم من الخسائر الكبيرة التي ستخلفها على المستوى الاقتصادي، فإنها قد تكون فرصة كبيرة لاحداث تغيير إيجابي وتحقيق نقلة نوعية للاقتصاد التونسي في المستقبل.لقد شاهدنا منذ بداية الازمة الحالية عديد المبادرات الفردية المتميزة في مجال التصنيع والانتاج والتطوير والبرمجيات والتكنولوجيا، قام بها طلبة وشباب تونسي ومؤسسات وطنية تثبت بان بلادنا لا تنقصها الثروة البشرية ولا الذكاء ولا الارادة، والمطلوب في المستقبل هو ان تتحول هذه المبادرات، من مبادرات فردية متفرقة الى عقلية مجتمع وسياسة دولة.لقد شاهدنا ايضا خلال هذه الازمة مبادرات ايجابية من من قبل عديد المؤسسات التي انخرطت طواعية في دعم الجهد الوطني لمجابهة الوباء واثبتت قدرا عاليا من الحس الوطني المسؤول. كما شاهدنا مؤسسات اخرى تشرع في تصنيع تجهيزات و منتوج لم يكن يصنع في تونس وكنا نوردها من الخارج.كل هذه المؤشرات وغيرها تؤكد أن لبلادنا كل مقومات تحقيق الاقلاع الاقتصادي، لكن تحقيق هذا الاقلاع يمر حتما عبر احداث ثورة في الانتاج التونسي بكل انواعه (صناعي وتكنولوجي وخدماتي وفلاحي ومعماري وغيره) ومن هنا انبثقت فكرة تاسيس منظمتنا.كل التقارير الدولية والدراسات تؤكد ان عالم ما بعد وباء كورونا لن يكون كعالم ما قبل الكورونا وانا النظام العالمي سيشهد تغيرات كبرى، وبالتالي وجب علينا في تونس ان نعد انفسنا لهذه التغيرات. تونس ما بعد الكورونا نريدها تصنع وتطور وتبني وتصدر وتعمل في المجال التكنولوجي وتهتم بالبحوث والتطوير. لكن تحقيق هذه الارادة يتطلب تظافر جهود الجميع دولة ومجتمع مدني وطاقات الانتاج في حد ذاتها.عن الهيئة التاسيسية لمنظمة "تونس تنتج"