نظمت صباح اليوم الاربعاء 27 آفريل 2016 ندوة تحت عنوان "المصالحة الوطنية، خيار إستراتيجي ". وقد إفتتح أعمال الندوة السيد جمال خماخم، رئيس جمعية البرلمانيين التونسيين، مرحباً بالحضور والمشاركين، ثم أحال رئاسة الندوة إلى السيد الصحبي القروي الذي أكد بدوره على أهمية موضوع الندوة بإعتبار خصوصية المرحلة ودقة الظرف الاقتصادي والأمني الذي يستدعي تعبئة شاملة لكل القوى الفاعلة في البلاد، بحضور السيدة سعيدة قراش، المستشارة برئاسة الجمهورية وممثلين عن احزاب سياسية، حركة النهضة ونداء تونس وأفاق تونس والمبادرة.
السيدة سعيدة قراش ابرزت ضرورة التقدم في مسار المصالحة الإقتصادية وهي المبادرة التشريعية التي تقدم بها رئيس الجمهورية مؤكدة أهمية التوافق بين مكونات المجتمع المدني والسياسي لتحقيق المصالحة الشاملة. وكما أكدت على الإهتمام الذي يليه رئيس الجمهورية لهذا المشروع لتجاوز التجاذبات السياسية والإنكباب على ما يفيد البلاد والعباد.
أما السيد رفيق عبد السلام، ممثل حركة النهضة، فقد أكد على ضرورة تجاوز مخلفات الماضي والتوجه إلى المستقبل والكف عن الحديث عن الانقسامات "علمانيين واسلاميين"، مضيفاً "لا للتشفي".
وبعد ذلك أخذ الكلمة السيد رضا بالحاج، رئيس الهيئة التأسيسية لنداء تونس، الذي أكد على ضرورة المصالحة الإقتصادية التي تصب في صلب العدالة الانتقالية. كما تعرض السيد رضا بالحاج إلى النقائص التي تشوب قانون العدالة الانتقالية. أما السيد كريم الهلالي عن أفاق تونس فقد أكد أن المصالحة ليست خياراً فقط وانما هي أولوية الأولويات ويجب أن تكون مصالحة بين الجميع. وأكد السيد محمد العزيز بن عاشور عن حزب المبادرة، من جهته, أن المصالحة خيار حيوي لإنقاذ الوطن والتحول من طور الانتفاضة إلى طور الإستقرار.
وبعد ذلك احيلت الكلمة إلى 3 محاضرين وهم على التولي : السيد فتحي عبد الناظر، رئيس المجلس الدستوري سابقاً، الذي كانت مداخلته قراءة نقدية في العدالة الانتقالية، السيد معز الجودي، الخبير الإقتصادي، الذي أبرز تدهور المؤشرات الاقتصادية الحالية وخاصةً تراجع نسق النمو وإنخفاض المقدرة الشرائية للمواطن وتقلص الإستثمار من جراء الوضع الأمني وتأخر المصادقة على مجلة الإستثمار والركود الإداري وهي العوامل الدافعة إلى ضرورة التعجيل بالمصالحة الإقتصادية. وختم سلسلة المحاضرات الاستاذ توفيق بو عائشة الذي تعرض إلى أهمية المصالحة الإقتصادية بإعتبارها تصب في مسار العدالة الانتقالية الذي تشوبه عديد النقائص منها عدم ملاءمتها مع بعض فصول الدستور.
أمين بن جدو