يعيش قطاع المتاحف بصفاقس أسوأ أوضاعه بسبب غياب الدور الثقافي والعلمي، ناهيك عن الدور الاجتماعي والاقتصادي لهذه المؤسسات، طبقا لرسالة المتاحف وأهدافها.
متحف دار الجلولي يعلوه الغبار ولم يتحول منذ 50 سنة إلى قصة تدور حول المجتمع الصفاقسي متحدثة عن حرفه وعاداته وتقاليده وخصوصياته! وهو جامد منذ تأسيسه في الستينات كأول متحف للفنون والتقاليد الشعبية بالبلاد التونسية، ومحيطه بائس نتيجة البيئة المتدنية التي تحيط به
ومتحف العمارة التقليدية بالقصبة على حاله منذ 20 سنة! رغم أن الديناميكية والعرض الدوري والتجديد والأنشطة الثقافية من أبجديات العمل المتحفي.
ومازلنا على بعد سنوات ضوئية! إذا فكرنا في تطوير خدمات هذه المتاحف وفقا للتطبيقات التكنولوجية الحديثة، وإقامة قسم تعليمي لان أهم أهداف المتاحف نشر الوعي الثقافي لدى الناشئة وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التعليمية والثقافية، وبعث قاعات للمكتبة ولبيع الكتب المختصة ونماذج للمعالم والقطع الأثرية التاريخية وللندوات العلمية والاعتماد على نظام جديد في عرض المعلومات لتصبح المتاحف مراكز للإشعاع الفكري ومقصد ا للزوار الغائبين حاليا.
وتبقى المؤسسة المتحفية غير مكتملة بالجهة إذا لم يقع التفكير في إقامة متحف للبحر بحكم ارتباط المدينة التاريخي بالبحر الأبيض المتوسط. ولاشك أن الأمر لا يقتصر على المعطى التجاري لان البحر كان حاملا باستمرار عن طريق القوارب والسفن ''للبضائع والناس والأفكار''. كما كانت لصفاقس أجمل غابة زياتين في العالم ولا شك أن مشروع إقامة متحف للزيت والزيتون يهدف إلى تسجيل تاريخ شجرة الزيتون وأدوات جنيها وصناعة الزيت واستهلاكه ومنافعه وتعليبه وتصديره. ولما لا التفكير في متحف للمقاومة بعد أن تحولت مدينة صفاقس سنة 1881 إلى عاصمة تونسية للصمود ورد الغزاة ودفعت بأكثر من 600 شهيد، وبحياة زعماء كبار إبان الحركة التحريرية منهم فرحات حشاد والهادي شاكر والحبيب المعزون، المهندس الجيولوجي الشاب الذي اغتالته المخابرات العسكرية الفرنسية بتونس في 5 مارس سنة 1952.
رضا القلال