Suivez-nous:

أشغال ترميم بالمتحف الأثري بصفاقس: تهيئة وتغيير في بانوراما العرض المتحفي

Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

بقلم رضا القلال 

يتم الآن تنفيذ برنامج لإعادة تهيئة المتحف الأثري بصفاقس وتجديده. ونفهم من هذا التجديد والتهيئة كما يبدو: تهيئة القاعات مع تغيير الأرضيات والإضاءة ، وترميم كل اللوحات الفسيفسائية وتغيير بانوراما العرض. ولا يشمل هذا البرنامج في مرحلة أولى إلا قاعة واحدة من جملة أربع قاعات والعمل فيها قد يستغرق حوالي 6 أشهر.
وهكذا دائما المشاريع بصفاقس ! حفنة من المخصصات المالية، وعندما زرت المتحف الأثري بسوسة ارتفع المقدار المالي إلى قرابة 10 مليارات، مع مكتب دراسات دولي، وأخصائيين كبار!
وهذه التهيئة هي الثالثة في تاريخ هذا المتحف، الأولى كانت إثر أضرار الحرب العالمية الثانية من القنابل الأمريكية البريطانية، ولم يعاد فتحه إلا سنة 1955، والثاني في سنة 1966 حيث شهد إضافة ثلاث قاعات تحت إشراف الأثري اللامع محمد الفندري.
اللافت للانتباه أن المتحف الأثري بصفاقس هو أقدم متحف بالمدينة يعود أنشاؤه إلى سنة 1907، كما انه من أقدم المتاحف بالبلاد التونسية إلى جانب متحف باردو وقرطاج وسوسة. والمتحف يتخذ من قصر البلدية موقعا له وقد استقر به سنة واحدة بعد تشييد هذا القصر الجذاب سنة 1906، مع الإشارة انه المتحف الوحيد بالبلاد الموجود في مؤسسة عمومية. والقصر شيد على الطراز المحلي، وأسّس منذ بنائه لمدرسة هندسية تواصلت إلى ما قبل الحرب العلمية الثانية ارتبطت بالتراث المعماري المحلي، وبالخصوص في استعمال حجر الكذال والأقواس والأعمدة والرسم على الخشب ...وهي حرف تقليدية اشتهرت بها ''بلاد العربي'' ، ومن خلالها عائلات في البناء والنقش على الحجر والخشب...
والواقع أن محاولات عديدة منذ أكثر من 20 سنة أرادت تحويل هذا المتحف إلى مكان آخر أولها القصبة، وأخيرا مقر صفاقس –قفصة المغلق لتداعيه للسقوط ، وهو أيضا في قلب مدينة صفاقس، وغير بعيد عن المتحف الأثري بالبلدية. والمهم تبقى هناك حاجة ماسة إلى بعث متحف اثري جديد ومستقل وفق المواصفات العالمية ليخفف أيضا عن مخزن طينة الذي يشتمل على آثار عديدة، ويستوعب الآثار الملقاة بالمواقع الأثرية العديدة بجهة صفاقس، والاكتشافات الأخيرة التي عرفتها الجهة أيضا.
والمتحف يضم أكثر من 1000 قطعة تعكس الثراء الأثري بجهة صفاقس وتصوّر ما طرأ على الجهة من أحداث تاريخية من ما قبل التاريخ إلى العصر الإسلامي، وبه قطع نادرة على المستوى الوطني على غرار النصب المأتمي من طينة، والمجموعة البلورية الرومانية النادرة، إضافة إلى عدد من اللوحات الفسيفسائية الرائعة.....
ما لاحظناه على عين المكان أن فريقا من المعهد الوطني للتراث يعمل بحزم ويوظف خبرة تونسية، وسط غياب كل المؤسسات العمومية المعنية بالجهة، إضافة إلى غياب المجتمع المدني، وتحية الى المجتمع المدني بسبيطلة الذي ضغط على وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لإعادة فتح متحف سبيطلة بعد ترميمه.وتقف التفقدية الجهوية للتراث بالساحل الجنوبي بكل جهودها وإمكانياتها المتواضعة.


قطاع المتاحف: غياب التعليم والثقافة والتطبيقات التكنولوجية
والواقع أن قطاع المتاحف بصفاقس يعيش أسوا أوضاعه . أمام غياب الدور الثقافي والعلمي، ناهيك عن الدور الاجتماعي والاقتصادي، طبقا لرسالة المتاحف وأهدافها. متحف دار الجلولي يعلوه الغبار ولم يتحول منذ 50 سنة إلى قصة تدور حول المجتمع الصفاقسي متحدثة عن حرفه وعاداته وتقاليده وخصوصياته! وهو جامد منذ تأسيسه في الستينات كأول متحف للفنون والتقاليد الشعبية بالبلاد التونسية، ومحيطه بائس. ومتحف العمارة التقليدية بالقصبة على حاله منذ 20 سنة! رغم أن الديناميكية والعرض الدوري والأنشطة الثقافية من أبجديات العمل المتحفي.
ومازلنا على بعد سنوات ضوئية! إذا فكرنا في تطوير خدمات هذه المتاحف وفقا للتطبيقات التكنولوجية الحديثة، وإقامة قسم تعليمي لان أهم أهداف المتاحف نشر الوعي الثقافي لدى الناشئة وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التعليمية والثقافية، وبعث قاعات للمكتبة ولبيع الكتب والنماذج التاريخية وللندوات العلمية التي تعتمد على نظام جديد في عرض المعلومات لتصبح المتاحف مراكز للإشعاع الفكري ومقصد ا للزوار الغائبين حاليا.

رضا القلال

 

Évaluer cet élément
(0 Votes)

Contactez-nous:

Tel : +216 72241002

Email : contact@carthagonews.com

Tous droits réservés pour Carhtago News 2016 © .

Restez Connecté Avec Nous

Submit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn