الحبيب الصيد، مستمر في موقعه، والرئيس السبسي والائتلاف الرباعي الحاكم، لا يفكرون في تغييره، أنقل هذا نقلا عن مصادر مطلعة في منظومة الحكم الحالية.
بما يجعل تواتر الحديث، عن تغيير محتمل في القصبة مجرد "منامة عتارس" كما يقول المثل، وبعيدا عن تأويل ما نشر ووضعه في خانة خدمة هذا الطرف أو ذاك -في مشهد بدأ يتحول الى بورصة- أو الارباك والمؤامرة كما قد يذهب الى ذلك البعض، فان قراءة في الخبر الأصلي الذي أشار الى تغيير الصيد، أجد أنه متناقض وغير منسجم في بنائه، ففي البداية هناك نقل لمعلومة مؤكدة، ثم في ثنايا الخبر نجد أنها مجرد "فكرة" واردة.
كما أن الاستنتاجات التي تم الافصاح عنها ضعيفة وبلا سند ما جعلها مسقطة. وبالمنايبة، أستغرب من لجوء الكثيرن الى التنافس على نقل "الخبر" دون اعمال العقل والتدبر في "المحتوي" و "المنهج" المتبع في التحليل. اضافة الى عدم تحمل مشقة السؤال من الدوائر القريبة من صنع القرار أو التي تشارك في صنعه.
الحبيب الصيد، وبعيدا عن تقييم أداؤه وأداء حكومته، هو في السياق الحالي يبقى "رئيس حكومة الضرورة"، وهذا ما تدركه جيدا كل النخبة السياسية، في الحكم والمعارضة وحتى المتروكة على "بنك الاحتياط"، وذلك بالنظر لتعقد المشهد الحالي المتسم بتشظي الخارطة الحزبية، وبهشاشة نظام الحكم الذي هو أقرب الى حالة "أزمة حكم" بسبب النظام السياسي الجديد، الذي تبين للجميع أنه -واقلها- غير مناسب لتونس في هذه المرحلة بالذات.
لا يمكن الحديث عن حكومة جديدة، ورئيس حكومة جديد في السياق السياسي والأمني الراهن، ما يجعله مؤجل الى ما بعد ترتيب الأوضاع داخل الأحزاب، وبعد الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي القادم، الانتخابات البلدية والمحلية.
في الأخير، بعض الأسماء المتداولة لخلافة الصيد، مازال دونها وهذا المنصب الهام سنوات أخرى من التجربة والعمل والفهم.
المنذر بن ضيافي