أهدى الشيخ محمد المختار السلامي مكتبته العلمية الزاخرة بآلاف الكتب العلمية والدوريات المختصة إلى المكتبة العمومية بصفاقس وسيجري لهذا الغرض عشية يوم الجمعة القادم 29افريل 2016 حفل بالمكتبة يقع فيه تدشين الجناح المعد للغرض، مع عرض شريط وثائقي عن رحيل هذه الثروة العلمية من الفضاء الخاص إلى الفضاء العام، ومداخلة للأستاذ محمد الحبيب السلامي عن المحتفى به.
وتتزامن هذه الأمسية الثقافية بحفل توقيع كتاب الشيخ محمد المختار السلامي الذي صدر مؤخرا بعنوان : ''نهج البيان بتفسير القران'' .. و العمل الثابت والدائم في هذا الحدث هو: الإعلان عن تأسيس ملتقى علمي سنوي، وعن مسابقة عائلية لأفضل المكتبات العائلية.
واللافت للانتباه أن صفاقس فقدت مكتبتين على غاية من الأهمية التاريخية هي مكتبة علي النوري ومكتبة أبي الحسن الكراي وقد تم نقلهما للعاصمة في النصف الثاني من القرن الماضي !
والناس تتناقل إلى اليوم المصير الحزين والبائس الذي تعرضت له مكتبة الأديب والمؤرخ أبو بكر عبد الكافي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، وقد ترك موقف هذه الكلية انطباعا سلبيا لدى العائلات الصفاقسية التي بحوزتها مكتبات. والواقع أن العديد من العائلات الصفاقسية تملك مخطوطات نادرة، وهي مازالت ''أسيرة '' لديها رغم أن تاريخ صفاقس لم يكتب منه إلا جزء يسير. وتأتي هذه المبادرة الايجابية من الشيخ محمد المختار السلامي في زمن تقل فيه القراءة والبحث العلمي وغياب مكتبة جامعية بمدينة صفاقس التي نجد بها أكثر من 45 الف طالب وآلاف الأساتذة ولكن لا تشعر أبدا أنها مدينة جامعية بهذا الحجم، ووسط صمت وزارة الثقافة عن التفكير في إقامة مكتبات عائلية لان الكتاب يبقى هو السد المنيع ضد الجهل وهو فقط الذي يقودنا نحو التقدم، بعد أن تحولت المكتبات بما فيها المكتبة العمومية بصفاقس إلى قاعات للمراجعة لا أكثر ولا اقل.
رضا القلال