في تاريخ صفاقس الثقافي وفي ذاكرة العديد من المثقفين والصحفيين والمواطنين قائمة من المهرجانات التي عرفتها صفاقس في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. نذكر منها على سبيل المثال:
أولا- مهرجان محمد النابلي للموسيقى النحاسية الذي بدأ سنة 1970. ومحمد النابلي من مواليد 10 أفريل 1905 بصفاقس وهو قائد طاقم معهد الموسيقى العصرية سنة 1934، ثم قائد فرقة جمعية الموسيقى النحاسية ''الوداد'' التابعة للسكك الحديدية، فقائد طاقم الجيش التونسي سنة 1956.
ثانيا- مهرجان محمد بودية للفنون الشعبية أقيم لأول مرة سنة 1980.ولد شيخ الفنانين محمد بودية في 16 ماي 1881 بالمدينة العتيقة، وعاش إلى 7 جوان 1974، وإليه يرجع الفضل في تسجيل وحفظ الكثير من تراثنا الموسيقي التقليدي، والتراث الأندلسي.
ثالثا- مهرجان الفنون الإفريقية يعود إلى سنة 1992 ارتباطا بوجود الأقلية السوداء بصفاقس نتيجة المبادلات التجارية التي عرفتها البلاد التونسية مع جنوب الصحراء حيث كانت تجارة الرقيق ناشطة منذ العهد الوسيط.
رابعا- مهرجان الجموسي 1999. هو موسيقار وشاعر وهرم فني أصيل أنجبته مدينة صفاقس التي ولد بها في 12 جويلية 1910، وغادرها في 3 جانفي 1882.
خامسا- المعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي تأسس سنة 1986 ونسقه آنذاك الفنان خليل علولو بقاعة الأفراح البلدية، وقد توقف سنة 2010 وتحول سنة 1990 إلى رواق القصبة قبل أن يحضر الرواق البلدي الذي أطلق عليه السنة الماضية رواق خليل علولو
هذا إلى جانب ملتقى علي النوري لعلوم البحار، وخرجة سيدي منصور، ومهرجان عقارب للفروسية ...
كل هذه الفعاليات الثقافية اختفت منذ سنوات طويلة، وهي نتاج أفكار متجذّرة في البيئة الثقافية المحلية، ولا يمكن – على ما أعتقد - النظر إلى المستقبل دون بناء جسر مع هذه الأنشطة القديمة، لان الحراك الثقافي عملية متواصلة ومسترسلة، ولا يقبل بالانقطاع. ولا شك أن اختيار مدينة صفاقس عاصمة للثقافة العربية سنة 2016 كان من شانه أن يسمح بإعادة هذه الفعاليات الثقافية ولكن ذلك لم يظهر لا في حديث هيئتها ولا في برامجها ! ؟
رضا القلال